«بلوك» المشاهير .. دلالة وعي
مواقع التواصل الاجتماعي لها جوانب إيجابية وسلبية في مجتمعنا، فهي وسائط لنشر الترفيه ومنصات مهمة للتعبير عن الآراء في كل قضايا المجتمع، وهذا الجدل هو من إيجابيات هذه المواقع الاجتماعية، حتى لو أن بعضهم يصل إلى مرحلة الشتم والتكفير، ولكن هذا المستوى من النقاش ضروري وبخاصة في مجتمع لم يتعود على النقاش الجمعي لقضاياه.
نعم، نحتاج إلى الوصول إلى مرحلة نضج المجتمع في التعبير عن آرائه بعيداً عن شخصنة القضايا، وللتدليل على ارتقاء مستوى خطابنا في هذه المواقع، فإننا نجد «تغريدات» مميزة تنتشر في الوسائط الأخرى، وهي دليل على صدقية من كتبها أو خفة دم صاحبها، ما يعني أن هناك فرزاً ووعياً مجتمعياً لمحتوى هذه المواقع الاجتماعية.
بعضنا يتابع هؤلاء المشاهير لقضاء وقت فراغه، أو أنه عاطل وينتظر وظيفة ما، ولكن في النهاية يجد نفسه متورطاً في متابعتهم بشكل جدي، والنتيجة خراب ماله ووقته، بل إن متابعة هذه الإعلانات غير المنظمة تسببت في قضايا طلاق في بعض الأسر، بسبب الطلبات الاستهلاكية من الزوجات والأولاد لرب الأسرة، نتيجة متابعتهم حسابات بعض المشاهير، وذكرت لي إحدى قريباتي أنها بعد «حظر» الحسابات أصبحت أكثر اهتماماً بأمور بيتها على الأصعدة كافة، وهذا بحد ذاته هدف كافٍ.
نحن نعيش في مرحلة تغير اقتصادي، وخلق هذا الوعي السلوكي من بعض هذه الظواهر مهم وله انعكاسات مهمة على موازنة الأسرة، أما الانجراف خلف هؤلاء المشاهير فسيجلب ضياع الأموال وسيخلق إحباطاً لمن لا يستطيع أن يمتلك أو يتصرف مثلهم.
لا أدعو إلى مقاطعة هذه الحسابات، ولكنني مع نشر الوعي الجمعي بأخطارها وإيجابياتها، إذا كان لها من إيجابيات، والتي لا أشك فيها، ولكن السؤال هو كيف نوظفها بالطريقة الفعالة لخدمتنا وليس لإحباطنا؟
نحن نعرف كيف نذهب إلى ذاك المحل أو غيره، ولا نحتاج إلى من يرشدنا أو يعلمنا أين نأكل ونسافر؟ ومن أين نشتري ملابسنا؟ كما أن فكرة «حظر» هؤلاء ليست بالجديدة، فهي امتداد لفكرة غربية كان شعارها «لا تجلعوا من الأغبياء مشاهير». نقلا عن الحياة
لا يوجد تعليقات