رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عقل العقل
عقل العقل

«بلوك» المشاهير .. دلالة وعي

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

مواقع التواصل الاجتماعي لها جوانب إيجابية وسلبية في مجتمعنا، فهي وسائط لنشر الترفيه ومنصات مهمة للتعبير عن الآراء في كل قضايا المجتمع، وهذا الجدل هو من إيجابيات هذه المواقع الاجتماعية، حتى لو أن بعضهم يصل إلى مرحلة الشتم والتكفير، ولكن هذا المستوى من النقاش ضروري وبخاصة في مجتمع لم يتعود على النقاش الجمعي لقضاياه.
نعم، نحتاج إلى الوصول إلى مرحلة نضج المجتمع في التعبير عن آرائه بعيداً عن شخصنة القضايا، وللتدليل على ارتقاء مستوى خطابنا في هذه المواقع، فإننا نجد «تغريدات» مميزة تنتشر في الوسائط الأخرى، وهي دليل على صدقية من كتبها أو خفة دم صاحبها، ما يعني أن هناك فرزاً ووعياً مجتمعياً لمحتوى هذه المواقع الاجتماعية.

في الآونة الأخيرة انتشرت حملات قوية في مجتمعنا تدعو إلى حظر حسابات بعض المشاهير، وبخاصة في «سنابشات»، وهو منتشر بكثرة بين النساء، وأكثر أصحاب تلك الحسابات يبدؤون في الاهتمام بقضايا اجتماعية ويعبرون عنها بطريقة عفوية وسلسة، ثم تتحول أكثر تلك الحسابات، بقدرة قادر، إلى نوافذ إعلانية مكررة في الشكل والهدف، فنجد أن أصحاب تلك الحسابات ينشرون مقاطع لهم مثلاً وهم في أحد المطاعم، وهم يأكلون فيها ما لذا وطاب، ويتخيل من يتلقون تلك الرسائل أن الأكل في تلك المطاعم شهي جداً وبمذاق حصري، وعندما يذهبون إليها يجدونها عادية جداً وأسعارها مرتفعة، أو لا يوجد فرق يميزها عن الأماكن الأخرى، وهؤلاء المساكين يقعون ضحايا لتلك الحسابات الإعلانية بامتياز، ثم يندبون حظهم عندما يشاهدون هؤلاء المشاهير يسكنون القصور ويسافرون إلى أغلى الدول، ويمطروننا بكل تصرفاتهم اليومية، ولم يتبق إلا أن يدخلونا معهم في غرف نومهم.
بعضنا يتابع هؤلاء المشاهير لقضاء وقت فراغه، أو أنه عاطل وينتظر وظيفة ما، ولكن في النهاية يجد نفسه متورطاً في متابعتهم بشكل جدي، والنتيجة خراب ماله ووقته، بل إن متابعة هذه الإعلانات غير المنظمة تسببت في قضايا طلاق في بعض الأسر، بسبب الطلبات الاستهلاكية من الزوجات والأولاد لرب الأسرة، نتيجة متابعتهم حسابات بعض المشاهير، وذكرت لي إحدى قريباتي أنها بعد «حظر» الحسابات أصبحت أكثر اهتماماً بأمور بيتها على الأصعدة كافة، وهذا بحد ذاته هدف كافٍ.
نحن نعيش في مرحلة تغير اقتصادي، وخلق هذا الوعي السلوكي من بعض هذه الظواهر مهم وله انعكاسات مهمة على موازنة الأسرة، أما الانجراف خلف هؤلاء المشاهير فسيجلب ضياع الأموال وسيخلق إحباطاً لمن لا يستطيع أن يمتلك أو يتصرف مثلهم.
لا أدعو إلى مقاطعة هذه الحسابات، ولكنني مع نشر الوعي الجمعي بأخطارها وإيجابياتها، إذا كان لها من إيجابيات، والتي لا أشك فيها، ولكن السؤال هو كيف نوظفها بالطريقة الفعالة لخدمتنا وليس لإحباطنا؟
نحن نعرف كيف نذهب إلى ذاك المحل أو غيره، ولا نحتاج إلى من يرشدنا أو يعلمنا أين نأكل ونسافر؟ ومن أين نشتري ملابسنا؟ كما أن فكرة «حظر» هؤلاء ليست بالجديدة، فهي امتداد لفكرة غربية كان شعارها «لا تجلعوا من الأغبياء مشاهير». نقلا عن الحياة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up